a group of people riding horses in front of a mosque

معركة اليرموك هي واحدة من أعظم المعارك التي شهدها التاريخ الإسلامي، بل والتاريخ العسكري بأسره. كانت هذه المعركة علامة فارقة في مسار الفتوحات الإسلامية، حيث تم فيها القضاء على النفوذ البيزنطي في بلاد الشام، وفتح الطريق أمام المسلمين لتوسيع دولتهم الجديدة. هذه القصة ليست فقط عن أرقام وأحداث، بل هي شهادة على إرادة أمة وقوة إيمانها وصبرها أمام التحديات الكبرى.خلفية المعركةفي العام الخامس عشر للهجرة (636م)، كانت الدولة الإسلامية في طور التوسع بعد وفاة النبي محمد ﷺ. بعد النجاحات الكبيرة التي حققها المسلمون في معارك بدر وأحد والخندق، قرر الخلفاء الراشدون توسيع حدود الدولة الإسلامية، ونقل الدعوة الإسلامية إلى المناطق المجاورة. كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من أطلق حملات الفتح خارج الجزيرة العربية، وأمر بتحرير بلاد الشام من سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، التي كانت تعيش في ذلك الوقت فترة من التوتر الداخلي والخارجي.كانت بلاد الشام آنذاك تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، التي كانت تُعتبر واحدة من أعظم القوى العالمية إلى جانب الإمبراطورية الفارسية. ومع تزايد قوة المسلمين في الجزيرة العربية، شعر الإمبراطور هرقل بالخطر